لا أحد ينتظر نتائج غير عادية من قمة دمشق. لا تبخيساً بالقمة ولا بالعاصمة التي ينعقد فيها. ولذلك فالحضور والغياب ليسا هما السبب، ولا تفرح الولايات المتحدة أو تحزن في توزيعها ''لأوامر'' الحضور والغياب!!.
عام 1980 قاطعت بعض الدول العربية قمة عمان..
مكان اجتماع القمة، هو الذي يحدد احياناً عدد حضور القادة، أو مستويات تمثيلهم. وهذه هي طبيعة العلاقات العربية مع الأسف، ولذلك فالاقتراح الليبي بعقد القمم في مقر الجامعة مهم.. وأوله السبب الدائم الضاغط لحضور مصر، على اعتبار انها ''مضيفة'' للجامعة. فهل أن هذا الغياب في قمة دمشق هو احتجاج على سياسات سوريا؟؟.
الجواب: نعم. رغم كل وجاهة خطط السوريين لمواجهة الضغوط الاميركية. فالحسابات الان يجب ان تجعل الرد السوري فعالاً في المناطق التي تشكو فيها اميركا من الوجع. وليس في مناطق كثيرة لا توجعها الا دعائياً!!.
ان خراب الكيان اللبناني لا يوجع الولايات المتحدة، الى الحد الذي نتصوره. فقد خرب هذا الكيان لأكثر من ربع قرن. وكانت اسرائيل تحتل جنوبه لثلاثة وعشرين عاماً، ووصلت الى بيروت عام 1982. وكانت سوريا طوال الوقت ''شاهدة'' على الخراب. ومع ذلك فلم تكن الولايات المتحدة جالسة في الشمس، وسجلت اعظم انتصاراتها التاريخية بانهيار الاتحاد السوفياتي واحتلت دولاً.. وهيمنت على تجارة العالم!!.
والضغط على الولايات المتحدة باستثارة الصراع بين حماس والسلطة الفلسطينية. واطلاق صواريخ القسام على سيديروت وتعويق المفاوضات التي وافقت عليها دمشق كلها بما في ذلك حضورها اجتماعات أنابوليس. فلا يضر الولايات المتحدة، لأنه يعفيها من ممارسة الضغوط على شريكها الاسرائيلي الذي لا يريد الدولة الفلسطينية، ولا يريد وقف الاستيطان، ولا يريد تقديم أي تنازل للفلسطينيين!!.
والتحالف السوري - الايراني، هو قرار سوري لا يستطيع احد من العرب ان يعترض عليه. لكن شرط ان لا تكون معارك التحالف مع الولايات المتحدة داخل الوطن العربي. فللعرب اولوياتهم!! واذا كانت ايران جادة فعلاً في هزيمة الولايات المتحدة. فإن عليها وقف هذا التقاطع المريب بينهما في العراق. فتمزيق كيان هذا الجزء من الوطن نقطة تقاطع. والاحتلال العسكري الاميركي نقطة تقاطع. والدستور والعملية السياسية نقطتا تقاطع فلماذا لا تشرك طهران حليفها السوري في العلاقات الاميركية - الايرانية في العراق؟؟.
لماذا لا يكون لسوريا مكسب واحد.. هو عروبة التوليفة التي يقترب الطرفان منها؟؟.
ثم ما هي مكاسب القضية الفلسطينية من الصراع الداخلي الفلسطيني؟؟ وهل من المعقول ان تكون السلطة الفلسطينية اقوى بهذا الصراع في غزة او بين غزة والضفة؟؟ وهل صحيح ان مقاومة صواريخ القسام ستحرر فلسطين.. كل فلسطين او ربعها المعروف بالضفة وغزة؟؟.
لو اجتمع كل القادة العرب في دمشق لما استطاعوا حل المشكل الحقيقي الوحيد بينهم.. وهو مشكل العلاقات العربية!! ولهذا فإن احداً في العالم العربي لا يشعر بالحزن على مؤتمر القمة هذا!! فكيف تبعث نصف جندي في نصف دبابة لتكسب معركة؟!.